تراجع أدب الاعتراف في الثقافة العربية: دراسة حول الأسباب والمصادرة

تراجع أدب الاعتراف في الثقافة العربية: دراسة حول الأسباب والمصادرة

يستند مفهوم “أدب الاعتراف” إلى فن البوح وكشف الحقائق، ويرتبط بالقدرة على مواجهة الذات والآخر بشكل صادق. يشمل هذا المفهوم مجموعة واسعة من الأشكال السردية، مثل المذكرات والسير الذاتية واليوميات والتراجم، بالإضافة إلى الروايات المستندة إلى تجارب شخصية مباشرة. يُعتبر الفيلسوف والأديب الفرنسي جان جاك روسو، وأعماله كـ “اعترافات روسو”، حجر الزاوية الذي بُني عليه هذا النوع من الأدب.

على الرغم من تنوع أدب الاعتراف في الفكر العربي، خاصة في النصف الأول من القرن العشرين، إلا أنه شهد تراجعًا حادًا في العقود الأخيرة، مما يثير تساؤلات حول قدرة الثقافة العربية على تحمل البوح الصريح أو هل يتسم المثقف العربي بالتردد في التحدث بصدق؟ وهل ساهمت مصادرة أدب الاعتراف الجريء في ترسيخ الخوف من المواجهة في الأجيال اللاحقة؟

في كتابه “أدب الاعتراف – مقاربات تحليلية من منظور سردي”، يشير الدكتور إيهاب النجدي إلى أن تحديات أدب الاعتراف تنبع من طبيعة الثقافة العربية نفسها، حيث تُبجل الستر وتُفضل السلامة. يُظهر معظم السير الذاتية والغيرية في هذه الثقافة صورًا نقية ومشرقة، مما يجعلها تبتعد عن الحقيقة. يُعرف النجدي “أدب الاعتراف” بأنه “شكل سردي يسعى لكشف الجوانب الخفية في حياة الكاتب وكشف المستور، ويتحدث عن العلاقات بشكل صادق، بناءً على الحقائق فقط، وهو يهدف إلى التحليل والتنبيه لمواطن الخلل في الفرد والمجتمع، ولكن يمكن أن يكون مفاجئًا للقارئ ويشكل تحدّيًا للأعراف والتقاليد”.

تستطلع “الشرق الأوسط” في هذا التحقيق آراء كتّاب ونقاد حول هذا النوع من الأدب وتحليله، وتطرح تساؤلات حول مدى تأثيره على المجتمع وعلى الأجيال المستقبلية.