بعد أن أعادت وزارة الثقافة اليونانية افتتاح قصر “إيجاي” في فيرجينا باليونان، الذي شهد تتويج الإسكندر الأكبر كملك لمقدونيا قبل 2400 عام، تبرز أهمية هذا القصر كمعلم تاريخي كبير. يُعتبر القصر الذي كان أحد أكبر المباني في اليونان القديمة جنبًا إلى جنب مع معبد “البارثينون” محط أنظار العديد من المهتمين بالحضارة والتاريخ.
يتسم هذا العقار التاريخي الذي يُعرف باسم العاصمة الملكية للمقدونيين بمساحة تبلغ 161,500 قدم مربع، وقد تم نصبه في الغالب من قبل فيليب الثاني، والد الإسكندر الأكبر، في القرن الرابع قبل الميلاد.
قامت الحكومة اليونانية بجهود ترميمية للقصر استمرت 16 عامًا بتكلفة تجاوزت 21.9 مليون دولار بمساعدة الاتحاد الأوروبي. شملت جهود الترميم التنقيب والتوثيق والمحافظة على القطع الأثرية التي عُثر عليها، حيث تم ترميم نحو 15 قدمًا مربعًا من الفسيفساء بالإضافة إلى الأرضيات الرخامية والأعمدة القديمة.
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قاد افتتاح القصر بحضور عدد من الشخصيات الدبلوماسية والخبراء في مجال الآثار. أكد ميتسوتاكيس على أهمية القصر كمكان شهد تتويج الإسكندر الأكبر وبداية مسيرته المجيدة بعد اغتيال والده.
عندما تولى الإسكندر الأكبر الحكم عام 336 قبل الميلاد، كان في سن العشرين، وقاد حملات عسكرية شاسعة وغزوًا لمناطق شاسعة من العالم المعروف حينها، من اليونان إلى مصر وإيران وشمال الهند وآسيا الوسطى، ووضع الأسس للنفوذ اليوناني في الشرق الأوسط، عبر إمبراطوريته التي استمرت بعد وفاته.
إمبراطورية الإسكندر الممتدة كانت ملمحًا للفترة الهلنستية التي استمرت حتى صعود الإمبراطورية الرومانية، وقد دُمر قصر “إيجاي” عام 148 قبل الميلاد على يد الرومان.
ميتسوتاكيس أكد على أهمية القصر كجزء من التراث الثقافي العالمي وضرورة الحفاظ عليه وإبرازه كجزء من التاريخ الإنساني العالمي.
