يعد ZEB Living Lab نموذجًا بارزًا للمباني ذات الانبعاثات الصفرية، وهو يسعى لترك أثر كبير على مستقبل البناء المستدام. يقع هذا المبنى البحثي في تروندهايم، النرويج، وهو يمثل أكثر من مجرد بناية؛ إنه تجسيد ملموس لالتزام العالم بالاستدامة والابتكار. تم تصميمه كمختبر بحثي متقدم ومثال عملي على ممارسات البناء المستدام، حيث يمثل نقطة التقاء بين الهندسة المعمارية، التكنولوجيا والوعي البيئي. يُدار بالتعاون بين NTNU (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا) وSINTEF (معهد الأبحاث التكنولوجية الإسكندنافي)، وهو مركز للتميز العلمي يعتبر منصة للتجارب الحية، حيث يتم تطوير واختبار وعرض المواد والحلول الابتكارية بالتفاعل المباشر مع المستخدمين.
يُعد نجاح ZEB Living Lab نتيجة تعاون بين العديد من الأطراف المعنية. من خلال الشراكة مع شركة Veidekke للبناء وLINK Arkitektur للتصميم المعماري والاستشارات الطاقية، يجسد المشروع تعاونًا استثنائيًا من الخبرة ومن المتوقع أن يصبح واحدًا من أبرز الأمثلة عالميًا في مجال الاستدامة. يبرز بفضل اعتماده الموثق للمعايير المناخية، والتي تتتبع وتعوض انبعاثات CO₂ من خلال طرق إنتاج الطاقة النظيفة.
من الناحية المعمارية، يستلهم تصميمه من البنية البلورية للسيليكون، المشابه لما يوجد في الألواح الشمسية، مما يبرز الوظيفة الأساسية للمبنى: توليد الطاقة. تغطي الواجهة بأكملها والسقف بألواح شمسية، وقد تم توجيهه بعناية لتعظيم الاستفادة من الإشعاع الشمسي، بزاوية مثالية مائلة 42 درجة نحو الجنوب، مما يضمن إنتاج طاقة فعّال ويمنح البنية هوية بصرية مميزة، ويجعلها معلمًا بارزًا للهندسة المعمارية المستدامة.
