من 57 هدفاً إلى 4 فقط.. الأسباب التي تجعل صلاح يواجه تحدياً غير مسبوق مع ليفربول في 2025

يواجه النجم المصري محمد صلاح بداية صعبة مع ليفربول في موسم 2025/2026، بعدما قدم موسمًا استثنائيًا في العام السابق سجل خلاله 57 مساهمة تهديفية، منها 34 هدفًا و23 تمريرة حاسمة، بينما اكتفى هذا الموسم بتسجيل هدفين فقط وصناعة مثلهما خلال سبع جولات في الدوري الإنجليزي، دون أن يسجل في اللعب المفتوح منذ الجولة الأولى، ما أثار مخاوف الجماهير والمحللين عن تراجع أدائه وأداء الفريق ككل.

يأتي هذا التراجع وسط عدة عوامل وأحداث أثرت على أداء صلاح مستفيدًا من خلفية مهمة عن الموسم الماضي والتغيرات الجذرية التي مر بها الفريق، خصوصًا رحيل لاعب مؤثر كان له دور كبير في نجاحات صلاح.

تأثير رحيل ألكسندر أرنولد

كان انتفاء دور ترنت ألكسندر أرنولد الذي انتقل إلى ريال مدريد نهاية الموسم الماضي، عاملاً مؤثرًا في انخفاض فعالية صلاح واضحةً في خطوط هجوم ليفربول، نظرًا للعلاقة التكتيكية التي جمعتهما طيلة ثماني سنوات:

• قدم أرنولد 147 تمريرة كسر من خلالها خطوط الدفاع لصلاح في موسم 2024/2025، وهو رقم قياسي لأفضل ثنائي في الدوري.
• شملت هذه التمريرات 37 تمريرة مباشرة تخطت دفاع الخصم، ما يعكس دقة وتنوع الدعم الذي لقيه صلاح.
• على العكس، يعاون دومينيك سوبوسلاي صلاح بمتوسط 3.3 تمريرات خطيرة في المباراة، أقل بكثير من 4.5 تمريرة لأنسُدل الموسم الماضي.

تراجع الأرقام الهجومية

تشير الإحصائيات إلى تغير ملحوظ في أداء صلاح في الموسم الجديد، حيث ينعكس ذلك عبر مؤشرات مختلفة خاصة في مناطق خطورة اللعب:

• خفض معدل لمساته من الكرة من 48.6 في المباراة إلى 42.6 فقط.
• انخفاض لمساته داخل منطقة الجزاء إلى 5.5 لمسة في كل 90 دقيقة، وهو الأقل منذ انضمامه للفريق.
• معدل المحاولات الناجحة في المراوغة تراجع بشدة إلى 1.6 مراوغة بمعدل نجاح 20% بدلاً من 3.5 محاولة و39.3% بالنجاح في الموسم السابق.
• انخفض متوسط التسديدات من 3.4 إلى 2.0 تسديدة لكل مباراة.
• معدل الأهداف المتوقعة (xG) تقلص إلى 0.32، أي نصف مستوى الموسم الماضي.

بداية متذبذبة وأداء غير ثابت

تميزت انطلاقة الفريق بغلبة نتائج إيجابية لكنها شهدت نقصًا في الفاعلية الهجومية خلال بعض المباريات المهمة:

• حقق ليفربول سبعة انتصارات متتالية في مختلف المسابقات مطلع الموسم.
• تعرض لهزائم متتالية خلال ثمانية أيام أمام كريستال بالاس وجالاتا سراي وتشيلسي.
• واجه صلاح مصاعب واضحة في لقاء تشيلسي، حيث أضاع فرصتين جيدتين وبدت عليه علامات فقد الثقة.

التحديات النفسية والجدول الصعب

ظروف خارجة عن الميدان أثرت على الأداء بهذه البداية:

• كان جدول منافسات ليفربول مزدحمًا وقاسياً، إذ واجه خمسة من الفرق الثمانية الأوائل في الدوري، وخاض مباراة واحدة فقط ضد فريق من النصف الأدنى وهو بيرنلي.
• تأثر صلاح نفسيًا بوفاة زميله المقرب ديوجو جوتا في يوليو الماضي، حيث ظهر على أثرها في مباراة الافتتاح أمام بورنموث متأثرًا عاطفيًا.

صلاح خارج مناطق الخطر المعتادة

أظهرت تحليلات خرائط اللمسات أن صلاح لم يعد يحتفظ بمواقعه المعتادة داخل منطقة الجزاء، إذ انتقل إلى اللعب على الخط الجانبي الأيمن مع انخفاض فرصه الهجومية:

• أصبح يجد معظم لمسه في منتصف ملعب الخصم قرب الخط الجانبي بدلاً من التواجد داخل المناطق الداخلية الأكثر خطورة.
• هذا الأمر جعل تحركاته أكثر قابلية للتوقع من المدافعين وأثر سلبًا على تأثيره التهديفي.

هل سنشهد عودة صلاح القوية؟

بالرغم من البداية الصعبة، لا يزال الجميع يتوقع عودة صلاح إلى مستواه المعهود، كما فعل في الماضي عندما اجتاز فترة جفاف تهديفي نهاية موسم 2023/2024 ليسجل بعدها 29 هدفًا ويقود الفريق لمعانقة لقب الدوري في الموسم التالي، ومع ذلك يحتاج الفريق بقيادة المدرب آرني سلوت إلى إيجاد حلول سريعة لإعادة دمج صلاح في قلب الهجوم واستعادة تمريرات الدعم الحرجة التي فقدها مع رحيل أرنولد.

ختامًا، يظل محمد صلاح لاعبًا محوريا في تشكيلة ليفربول رغم هذه التحديات، وتوضح المتابعة عبر “نايس كورة الرياضي” أن قدرة اللاعب على الاستجابة للضغوط والتكيف مع الظروف الجديدة ستحدد مدى تأثيره في استعادة بريق الفريق الهجومي وقوته على المستطيل الأخضر.