خالد الغندور.. لحظة تاريخية في مصر مع افتتاح المتحف المصري الكبير 2025

يشكل افتتاح المتحف المصري الكبير نقلة نوعية في المشهد الثقافي والتاريخي لمصر، حيث يعكس هذا الحدث الكبير قدرة الدولة على تحويل الرؤية إلى حقيقة تواكب عراقة إرثها الحضاري عبر آلاف السنين، ويجسد المكانة العالمية التي تحتلها مصر اليوم في مختلف المجالات بفضل الاستقرار والتنمية المتلاحقة. ويأتي هذا الإنجاز الوطني في وقت تتزامن فيه تحولات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية تعزز من سيادة مصر ورمزيتها داخل العالم.

يمثل المتحف مشروعا تفرديا يجمع بين الماضي العريق والحاضر الحديث، ويُعد من أكبر المتاحف الأثرية في العالم التي توصلت إليها الدولة المصرية، وهو ليس مجرد مبنى يجمع القطع الأثرية، بل صرح يحمل رسالة سياسية وثقافية ذات أبعاد وطنية ودولية مهمة.

المتحف المصري الكبير: أكثر من مجرد صرح أثري

يمثل المتحف نموذجاً متكاملاً يجمع بين عبق الماضي وروح الحداثة، حيث يعكس توجهات الجمهورية الجديدة القائمة على تنمية الوعي والهوية المصرية:

• تجسيد رؤية القيادة السياسية في تعزيز الارتباط الحضاري بين المواطن وتاريخه.
• إنعاش العلاقة بين مصر والعالم على صعيد الثقافي والإنساني.
• تقديم صورة مصر الحضارية في إطار معاصر يعزز قوة الدولة الناعمة.
• رمز للهُوية الوطنية ورسالة عالمية تبرز عظمة مهد الحضارات.

المتحف رسالة سياسية وثقافية

يتجاوز هذا الصرح كونه مركزاً ثقافياً ليصبح منصة دبلوماسية حضارية تعيد رسم صورة مصر على الساحة الدولية:

• يُعبر عن القوة الناعمة بمفهومها الشامل وأثرها على تشكيل الوعي العالمي تجاه مصر.
• يشهد الحدث مشاركة قيادات وزعماء دول عدة في احتفالات افتتاحه مما يعكس الاعتراف الدولي بمكانة مصر.
• المتحف يتحكم في سردية تاريخ مصر ويؤكد السيادة الثقافية التي تعزز دورها في العالم.

التحولات الكبرى ودور المتحف

يندرج افتتاح المتحف ضمن مسار وطني يتجسد في عدة مشروعات ومبادرات كبرى تشمل:

• العاصمة الإدارية الجديدة ومبادرة “حياة كريمة”.
• إحياء القاهرة التاريخية وإعادة الاعتبار للقرية المصرية.
• تعزيز السيادة الشاملة السياسية والاقتصادية والثقافية كجزء من رؤية رئاسية متكاملة.
• تحول الوعي الثقافي إلى حالة جماعية على مستوى المجتمع من خلال مظاهر متعددة.

يمثل المتحف في الوقت نفسه مرآة للهوية الوطنية، حيث يعكس الاهتمام الشعبي الكبير به سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو في الشارع، وهو ما يترجم حالة فخر وطنية قوية تشمل جميع شرائح المجتمع، من العاملين في المشروع إلى الأطفال والطلاب الذين يرون فيه رمزاً لانتمائهم لوطنهم العظيم.

في خضم هذا الحدث الذي يستعيد من خلاله المصريون ذاكرتهم التاريخية ويعيدون تعريف مكانتهم في العالم، يقدم المتحف المصري الكبير رؤية متجددة تمزج بين الأصالة والانفتاح على المستقبل، ويؤكد لقيادة مصر وجهودها استمرارها في رفع مكانة الدولة والثقافة إلى قمة التحديات، وهنا يأتي دور “نايس كورة الرياضي” في إبراز مثل هذه الإنجازات الوطنية التي تعزز الشعور بالفخر والاعتزاز بين المواطنين.